2014-10-09
8124
إعداد ماجد حبيب/ سكرتير التحرير
يقول الله عز وجل في كتابه العزيز «وخلق الإنسان ضعيفا، أي بحاجة دائمة إلى عون الآخرين، وكذلك دعت الآيات إلى ضرورة التعارف والتآلف بين مختلف الشعوب والقبائل، فقال تعالى: "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا»، وحثت كذلك على ضرورة وأهمية التعاون فقال عز وجل: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان»، ونصت تعاليم ديننا الإسلامي على حقوق غير المسلمين في المجتمع المسلم، فأوجبت على المسلم أن يتعامل معهم بلين ورفق، وألا يحول دين الآخر دون تحري القسط والعدالة: «أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين.
وقد أرجع المفكرون القدماء أمثال أرسطو والفارابي وغيرهم حاجة الإنسان إلى الإجتماع بقولهم "الإنسان مدني بالطبع"، ففطرة الإنسان تجعله دائما محتاج من الناحيتين المادية والمعنوية إلى أشياء كثيرة ليس في وسعه أن يستقل بأدائها ولا يقوى على تحقيقها منفرداً، وقد قال الفارابي في كتابه الشهير "أهل المدينة الفاضلة": " كل واحد من الناس مفطور على أنه يحتاج في قوامه وفي أن يبلغ أفضل كمالاته إلى أشياء كثيرة لا يمكنه أن يقوم بها كلها وحده ، بل يحتاج إلى قوم يقوم له كل واحد منهم بشيء مما يحتاج إليه ، وكل واحد من كل واحد بهذه الحال .. ولهذا كثرت أشخاص الناس فحصلوا في المعمورة من الأرض ، فحدثت منها الاجتماعات الإنسانية" .
فالغاية من الاجتماع الإنساني هي تحقيق كمال الإنسان بما هو إنسان، فلا يتم للفرد تحقيق السعادة في نفسه عن طريق التعاون المادي فحسب، بل له أيضاً عن طريق التعاون الروحي أو الفكري على اعتبار أن السعادة إنما تتصل بأفضل القوى الإنسانية وأكملها وهي قوته العاقلة.
ويقول عالم الحشرات ادمون ويلز الحاجة إلى التجمع أمر جبري عند النمال كما هو عن البشر، فالنمال وبنو البشر هما نوعان يحتاجان بتكوينهما إلى مساعدة المحيطين بهما، وهما لا يعرفان كيف يتعلمان بمفردهما، هذه التبعية هي بالتأكيد من مناهي الضعف عندهما، ولكنها تشكل نقطة الإنطلاق لعملية أخرى هي عملية طلب المعرفة، فإذا كان الكبار يعرفون كيفية التصرف من أجل الاستمرار في الحياة، فإن الصغار مجبرون منذ البداية على البحث عن المعارف عند الكبار.
اقرأ أيضا
درسات وتقارير
زوايا الرأي
الأكثر قراءة
الأقسام
روابط الموقع
مواقع صديقة
اشتراك
تواصل
جميع الحقوق محفوظة @ وزارة الإعلام الفلسطينية 2014
متابعة وتطوير وحدة تكنولوجيا المعلومات