2014-11-17
8128
إعداد: أميمه العبادلة
من أفضل الأعمال التي دعا إليها الشرع ورغب فيها حسنُ الخلق، فهو من أعظم مواهب الله لعباده. ودعا الإسلام إلى التحلّي بمكارم الأخلاق، ورغب في حسن الخلق فجعله سبباً لدخول الجنة، وإن كان حسن الخلق مندوباً إليه بوجه عام، وما أجمل أن يتحلى بها الشباب في عصر النهضة الممتلئ بالتحديات والمغريات التي تأخذ بناصية الشباب والطلاب والطالبات إلى الفساد والانحراف بزعم مسايرة الموضة والتقدم وترك الرجعية والتخلف.
والأخلاق هي هدف الأديان السماوية فلماذا أرسل الله الرسل؟ ما أرسل الله الرسل إلا ليصححوا أخلاق الناس، قال صل الله عليه وسلم: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، ولأهمية الأخلاق الكبرى وصف بها الرسول قبل البعثة فلقب (بالصادق الأمين)، والشاب الذى يتمتع بمكارم الأخلاق يأخذ أجر الصائم بالنهار القائم بالليل قال تعالى عن نبيه محمد صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} [القلم: 4].
وعن أبي الدرداء، رضي الله عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم: (مَا شَيْءٌ أَثْقَلُ فِي مِيزَانِ الْمُؤْمِنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ خُلُقٍ حَسَنٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَيُبْغِضُ الْفَاحِشَ الْبَذِيء). وحسن الخلق يشمل جوانب كثيرة من حياة المسلم، في أقواله وأعماله، وفي عبادته لربه وتعامله مع عباده. وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن حسن الخلق هو أثقل القربات في ميزان المؤمن، إذ روى عنه أبو الدرداء رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ما من شيء أثقل في الميزان من خُلُق حسن)، وبيّن أن صاحب الخلق الحسن هو أحب الناس إليه وأقربهم منه مجلساً يوم القيامة.
ولهذا نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصائم عن سوء الخلق، وبيّن أنه لا يخلق به أن يفحش في القول، أو أن يعلو صوته صائحاً عند مخاصمة غيره، أو أن يقابل إيذاء غيره له بالسب أو الشتم أو غيرهما بمثله، ويقوم حسن الخلق علي أربعة أركان وهي: الصبر والعفة والشجاعة والعدل. أما الأخلاق السيئة التي يجب تجنبها فهي: الجهل، والظلم، والشهوة التي تحمل على الشح والدناءة والأنانية، والغضب.
المقال:
التوسط في الولاء
د. يوسف علي فرحات:
تعتبر الوسطية من أهم المعالم التي ميز الله بها دينه عن الأديان الأخرى، فهذا الدين دين العدل، وأمته أمة العدل والتوسط، لذا جاءت النصوص في النهي عن الغلو، والتنطع في الدين منها قوله تعالى: " قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم"، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو في الدين، فإنما أهلك من قبلكم بالغلو في الدين"، ومن الأمور التي يجب التوسط بها قضية الولاء فإذا كان الإسلام قد أمرنا بالولاء، كذلك نهانا عن الغلو فيه بمجاوزة حد الحق في المناصرة والتأييد ويكون الغلو في الولاء لشخص أو جماعة أو حزب بالمناصرة بالباطل مع أن الإسلام ينهى عن ذلك ويأمر بالعدل، ولو كانت الجهة التي يمنحها الولاء من أحب الناس إليه، و كانت الجهة المخالفة ألد الأعداء له فالله سبحانه و تعالى يقول: " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى". فالعدل ولو مع الأعداء لا ينافي التقوى بل هو أقرب للتقوى. وكم يقع أصحاب الولاء للأشخاص والجماعات و الأحزاب من المسلمين في هذا الغلو الشنيع الذي حذر الله منه تحذيرًا شديداً حتى من أعداء الله فكيف بالمؤمنين المخالفين في الرأي أو في التنظيم أو التكتل. إنه من الأمراض الشائعة التي يحجب الله بها نصره عن الذين يرون أنهم ينصرونه وينصرون دينه.
و يتولد عن الغلو في الولاء التعصب الذميم والمناصرة بالباطل وتبرير أعمال الشخص أو الجماعة أو الحزب دون وجه حق و لو كانت هذه الأعمال من المعاصي والآثام. ويتولد عن الغلو في الولاء العمى الحزبي والمذهبي الذي يجعل صاحبه لا يرى عيوب حزبه وتنظيمه الذي ينتمي إليه فيندفع لمناصرته بالثقة العمياء دون تحرٍّ لوجه الحق وإن رأى العيوب بنفسه أو كشفها له أحد الناصحين أسرع إلى تبريرها بالباطل. والغلو في الولاء الحزبي المذهبي يجعل صاحبه يعمد إلى شطب الآخرين ومحوهم ممن لا ينتمون إلى حزبه أو جماعته ومحاولة إلصاق النقائص والعيوب فيهم وتعويق أعمالهم وإيقاف نشاطهم ودفن كل حسناتهم ونشر قبائحهم واتهامهم بالباطل وتشويه سمعتهم بين الناس وتحقير أعمالهم وتوهين شأنهم. وهذا كله يرجع إلى الأنانية والفردية والحزبية والحسد الذميم وهي التي نهى الله عنها.
إن الغلو في الولاء داء يعاني منه الكثيرون من أبناء الصحوة الإسلامية، ولا نجاة من هذا الداء الذي جلبه الغلو إلا بمعالجته بالدواء الإسلامي الذي تقاس فيه الأمور بمقياس الحق والعدل، أين كان الحق، وحيث استقام ميزان العدل.
أنت تسأل والمفتي يجيب:
س: ما الحكم الشرعي في أن يجمع الموظف بين عملين في وقت واحد، وما يترتب عليه من استغلال وقت العمل الأول لإنجاز العمل الثاني ؟
ج: الموظف في أي جهة كانت إنما يعمل بمقتضى عقد عمل يرتب حقوقه وواجباته ومن جهة أخرى يرتب حقوق صاحب العمل وواجباته. وعليه فعقد العمل هو الوثيقة التي من خلالها التي ينضبط العمل وتحكم التصرفات بين العامل ورب العمل فيما يتعلق بآلية العمل. والعقد الذي يبين فيه وقت العمل ووقت الدوام يدل على أن العامل يجب أن عليه يبذل جهده ووقت العمل لصاحب العمل. ولا على ذلك، لا يجوز للعامل أن يشغل هذا الوقت بعمل آخر غير المنصوص عليه في العقد ولو كان عنده وقت فراغ، والدليل ما ورد في حديث النبي صل الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم إلا شرطا احل حراما أو حرم حلالا. والإخلال بالشروط هنا محرم شرعا. لذلك وجب على كل من العامل ورب العمل الالتزام بشروط العقد بينهما.
أما إذا ما أراد القيام بعمل اخرفي وقت العمل الأصلي فلا بد من استئذان رب العمل نفسه لان الوقت ملك صاحب العمل الأول. فإذا سمح له فليقم بعمله الآخر والا فلا.
في رحاب آية:
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ
الجهاد الذي أُمر النبي به فهذا جهاد له معان كثيرة جداً، والحقيقة من أولى معاني الجهاد جهاد النفس والهوى، لأن بعض الصحابة الكرام حينما رجع من الحرب قال: "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر"، جهاد النفس والهوى، لأن الذي ينهزم أمام نفسه لا يستطيع أن يواجه نملة، فلابد بادئ ذي بدء من أن تنتصر على نفسك، أن تنتصر عليها بأن تحملها على طاعة الله، فالنفس نزاعة إلى المتعة، نزاعة إلى الشهوة، نزاعة إلى التفلت، نزاعة إلى حرية تتوهمها مسعدة، نزاعة إلى أن تعيش كما تتمنى، يأتي منهج الله عز وجل يضبطها، هناك أشياء مباحة، وأشياء محرمة، وأشياء مكروهة، وأشياء مستحبة، أنت أمام دائرة كبيرة، هذه الدائرة الكبيرة ما بعدها هو الحرام، أما الحلال فأنواع، هناك فرض، وسنة مؤكدة، وسنة، ومستحب، فهناك منهج دقيق لهذا الإنسان، الإنسان لأنه أعقد آلة في الكون، ولهذه الآلة بالغة التعقيد إله، وتعقيدها تعقيد إعجاز لا تعقيد عجز، لهذه الآلة المعجزة صانع عظيم، وخالق حكيم، وهذا الصانع العظيم له تعليمات التشغيل والصيانة، إنها كتابنا، وسنة نبينا عليه الصلاة والسلام، فلابد للإنسان الذي يبغي سلامته وسعادته من أن يتبع منهج خالقه، منهج صانعه، ودائماً وأبداً الصانع هو الجهة الوحيدة الخبيرة بأسباب سلامة هذه الآلة وأدائها الأداء الأكمل.
اقرأ أيضا
درسات وتقارير
زوايا الرأي
الأكثر قراءة
الأقسام
روابط الموقع
مواقع صديقة
اشتراك
تواصل
جميع الحقوق محفوظة @ وزارة الإعلام الفلسطينية 2014
متابعة وتطوير وحدة تكنولوجيا المعلومات