2017-03-16
دعاء عمار
دار الحديث مؤخرا عن طريقة في التربية تتعارض بشكل أساسي مع جوهر الدين القائم على الحب والتقرب من الله تعالى رغبة منه وفي رضوانه وجناته، ألا وهي التربية بالتخويف! فكم من المرات سمعنا الأمهات تخبر أبناءها أن الله سيحرقه إن كذب أو سيضعه في النار إن ضرب أخته أو إن فعل كذا وكذا..
وغير ذلك الكثير من التربية بالخوف خاصة فيما يتعلق تجاه الله تعالى، على النقيض تماما مما يجب أن تفعل في مثل سنوات عمره الأولى حيث تقربه من كل شيء بدافع الحب والرغبة في العطاء والالتزام دون تهويل أو تخويف.
بغض النظر عن الانعكاسات التربوية التي ستتراكم في لا وعي الطفل من إضعاف شخصيته وتنشئته على الخوف من أي شيء وكل شيء وما يترتب على ذلك من لجوء إلى وسائل لا أخلاقية وغير حميدة مثل الكذب والتهرب والنفاق للخروج من سوء عاقبة خطئه وإن كان بسيطا، فإننا فعليا أمام علاقة غير سوية يصعب تعديلها فيما بعد مع الله تعالى وربنا تنشيء شابا أو فتاة أقرب إلى التطرف والسطحية معا في سلوكه وتصرفاته وحكمه على الآخرين في مستقبل حياته.
فبدءا من أن هذا الطفل ليس عليه حساب حتى الآن حتى نخوفه من النار والحساب، لم نخبره بالجانب الآخر تربويا أن العقاب ليس لأن الله يكرهنا، بل لأنه يحبنا فإنه سيعاقب من يؤذينا، ولأن العقاب إن طبق بشكل صحيح ومن أهل الاختصاص وحدهم فهو رحمة لا نقمة على العباد.
ثم يجب علينا تعريف الطفل على الحب تماشيا مع فطرته السليمة أولا، ليس فقط في الأسرة، بل في كل المرافق التربوية والمدرسة على رأسها، فقد جاء إلي ابني يوما يسألني هل سيحاسبنا الرسول؟ قلت له بل الله تعالى من يملك حسابنا، فطلب الصغير مني ألا يحاسبه الله فقلت له ادعه ألا يحاسبك وأظنه سيفعل. هذا الخوف الذي ترتب في عقله الصغير من حساب الله تعالى له أو من حساب النبي _خطأ_ ما كان يجب عليه أن يكون.
بل يجب أن يعتقد أنه يعبد الله تعالى لأنه يحبه، ويطيع أمه لأنه يحبها كذلك لا لأنها تضع العصاة في طرف الغرفة ملوحة بها طول النهار، أو ما نراه من ضرب شديد على أسباب تافهة لو تريثنا فيها قليلا لوجدنا أن التجاهل فيها خير حل أو قليل من التنبيه على أكثر تقدير.
إذا ما الذي علينا فعله.. باختصار، أن نعيد النظر في علاقتنا نحن أولا مع الله تعالى، أنه لن يحرقنا ولن يلقي بنا في النار جزافا، وأننا لا نعبده جراء الخوف والقمع والترهيب، بل نعبده لأننا نحبه، ونحبه لأنه خلقنا فهو ولي نعمتنا والممتن علينا بأصل الوجود والذي خلق لنا الجنة حبا وقربا، أما النار فهي لمن تكبر فعصى، لمن بغى وظلم وتجبر، أما صغير الذنوب فلها التوبة والاستغفار، وكلنا في الجنة كما قال عليه السلام إلا من أبى، قيل ومن يأبى يا رسول الله، قال من أطاعني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى.. فأطيعوه بحب واغرسوا الحب في قلوب الصغار.
اقرأ أيضا
زوايا الرأي
الأكثر قراءة
الأقسام
روابط الموقع
مواقع صديقة
اشتراك
تواصل
جميع الحقوق محفوظة @ وزارة الإعلام الفلسطينية 2014
متابعة وتطوير وحدة تكنولوجيا المعلومات