آخر التطورات

........صحيفة "الرأي" تتوقف عن الصدور ورقياً لعدم تواصل حكومة التوافق الوطني مع وزارة الإعلام منذ توليها.
الرئيسية | آرشيف الآراء والأقلام | تساؤل كبير!

2017-03-09

دعاء عمار

يختلف هذا الجيل كثيرا عما كنا عليه في السابق، ربما هذه العبارة دارجة على لسان كل جيل، لكننا بحق نشهد اختلاف في أبنائنا عما كنا عليه.. فطبيعة التفكير وكم المعلومات وطريقة الحديث والتعبير تختلف فهل هذا سيء؟

من المؤكد أن التغيير والاختلاف ليس سيئا بحد ذاته، فهذه سنة الحياة منذ وجدت، وطبيعة الأزمان ومعارفها ومعلوماتها وطرق التعامل مع الحياة فيها تختلف كل عقد أو عدة عقود، خاصة في القرن الأخير وما شهده من تسارع كبير في طبيعة ونوعية المعلومات وانعكاسها على شخصية الناس وحياتهم وتعاملاتهم، ثم ما شهدناه من ثورة تكنولوجية في الهواتف النقالة واتصالها بالانترنت والألعاب المتوفرة وقدرة الأطفال الآن في التعامل معها والبحث عليها ومعرفة ما يريدون دون حسيب أو رقيب في معظم الأحيان.

وقد جعلنا هذا كآباء وأمهات نشعر بالكثير من الخوف من وعلى أبنائنا لما باتوا يطرحونه من أسئلة ويعرفونه من معلومات ربما ما كان مسموح لنا في سنهم أن نتطرق إليها أبدا، وكان الجواب الأمثل " لما تكبر بتعرف".

الآن لا ينتظر الصغار أن يكبروا، فهم يبحثون في كل مكان عن أجوبة تشفي فضول السؤال في عقولهم التي نظنها صغيرة لكنها ما عادت كذلك بحال من الأحوال، ولا يمكننا أبدا تجاهل الإجابة عليها بطريقة موضوعية ومتسلسلة بما يشبع نهمهم ويعطيهم الصورة الصحيحة عن كل ما يريدون معرفته.

وما زلت أرى الوسيلة الأفضل لذلك هو القراءة الموضوعية المناسبة لطبيعة فهمهم القادرة على الإجابة بطريقة علمية بحته يمكننا بعدها توضيح اللبس والغموض فيها بما يمكننا من خلق جو أسري ممتاز من الحوار بين الآباء والأبناء.

فربما نتحرج من سؤال هنا أو هناك، ولكن الأبناء لا يتحرجون هذه الأيام، وحتى الآن أذكر مدى نجاح تلك الطريقة التي كانت تتبعها معي والدتي عند طرح أي سؤال، فكان الجواب ابحثي في الكتاب الفلاني ثم اخبريني أنت بالجواب.

الآن ابنتي تعيد للذاكرة تلك المواقف، عندما سألتني مرة على حين فجأة .. ماما هل من الممكن أن أسأل سؤالا أكبر من مقاسي! ضحكت لطريقة تعبيرها فقلت لها أي نوع من المقاسات هو؟  فكان السؤال كبير بحجم درس في الطب يبحث في جسم الإنسان وتكوين أعضائه الداخلية ثم انتقل إلى كيفية إصابة النساء بسرطان الثدي وما يمكن فعله لعلاج المرض..

أسئلة مثل هذه خاصة فيما يتعلق بالنمو والبلوغ وما يتعلق بالمرأة والرجل بات الصغار يسألونها كثيرا، ولا ينبغي إهمالها أبدا لأنهم سيتعرفون عليها بكل ما يمكنهم من طرق، فإما أن نجعلها وسيلة للتقارب والتفاهم بين الآباء والأمهات وبين أبنائهم، أو ستكون بداية الانفصال الفكري والنفسي بينهم.

ولربما الأمر الآن أسهل لكثرة الأفلام العلمية المبسطة التي يمكن أن ترفع حرج الإجابة عن الآهل وتجيب بطريقة موضوعية ولكن هذا الأمر يحتاج إلى إشراف ومتابعة كي لا تتسلل معلومة خاطئة أو فهم  لا يحمد عقباه فيما بعد.. وعلى كل حال أهلا دوما بالأسئلة كبيرة المقاس .

 

اقرأ أيضا

اشتراك

تواصل

جميع الحقوق محفوظة @ وزارة الإعلام الفلسطينية 2014

متابعة وتطوير وحدة تكنولوجيا المعلومات