2015-07-09
8423
بقلم – أميمه العبادلة:
تعميم
اتفق منذ القدم على أن السيئة تعم والحسنة تخص، واستمر هذا النهج دون أن يعترض أحد عليه أو يسعى لتعديله رغم أن هذا العرف السائد مجحف جدا بهذا الخصوص.
فغالب أحاديث الناس تتمحور حول سرد سلبيات بعضهم البعض، والتقارير الصحفية ترصد الفساد والخلل أينما كان، والموظفون في كثير من الدوائر يرتكز عملهم على ضبط الأغذية أو الأدوية أو المواد الفاسدة على تنوع استخدامها، غير أن أحدا لا يبحث عن الإيجابيات أو حتى التحدث عنها حتى صرنا نعيش بفكر سلبي نمطي، ونسينا وجود الخير.
هذا التعميم قادنا، رغما عنا، لنقولب أبصارنا تجاه الزوايا المظلمة فقط والتي لا نرى غيرها بالمطلق، وهذا في حقيقة الأمر خلل فادح في الأفراد وبالتالي في المجتمع بأسرة.
نحتاج لوقفة حقيقية واستعراض لكومة من الإيجابيات التي تفوق في مجملها كل التصدع الذي اعتدنا على رصده والتقاطه.
نجاح
أحدهم ضرب ابنه ضربا مبرحا مؤديا لكسور عدة ومخلفا عاهة بدنية ونفسية للشاب الذي لم يتجاوز عامه الثامن عشر بحجة عدم إحرازه نجاحا باهرا في الثانوية العامة، هكذا يقول الخبر، وانتهى الأمر بوفاة الابن منتحرا أو مكتئبا أو متأثرا بجراحه "النفسية" لا فرق تعددت الأسباب والموت واحد.
لكن الفرق في طريقة التعامل المثلى مع الموقف، فكون الابن قد احرز أعلى الدرجات أو أدنى الدرجات لا يستوجب انفعال الأب بهذه الطريقة فمصير الاثنين في قطاع غزة واحد وهو الركون إلى طابور البطالة الممتد.
فبحسب التقارير الدولية فإن غزة هي الأولى والأعلى عالميا من حيث نسب البطالة، والواقع المُعاش ينقل لنا يوميا قصصا لأصحاب شهادات عليا لا يجدون أي سبيل للعمل.
مازلت أذكر ذاك الشاب المهندم الذي جاء لوزارة العمل قبل عامين يرجو الموظف تسجيل اسمه وبياناته في كشوفات التشغيل المؤقت، كانت الصدمة أنه يحمل شهادة الدكتوراه في القانون الدولي ويتمنى العمل ولو في برنامج بطالة.
جميعنا نعرف أن الأوضاع في غزة متناقضة بشكل رهيب وغير معقول، فحملة الشهادات العليا أكثر من "الهم على القلب" كما يقال، وقلة منهم من يجدون وظائف تناسب مؤهلاتهم، وأصحاب الحرف والتجار هم الذين "يأكلون الجو" بحسب التعبير العامي.
ولا ننسى لو أن جميع الشعب تحول لعباقرة وأصبحوا أطباء على سبيل المثال، فمن يعمل بمهن كالحدادة والنجارة والسباكة والنظافة وغيرها؛ فيا أولياء الأمور احمدوا الله أن لكم أبناء معافيين يسندونكم ويسلونكم في كبركم بدلا من أبناء تتحسرون عليهم في كبركم.
اقرأ أيضا
درسات وتقارير
الأكثر قراءة
الأقسام
روابط الموقع
مواقع صديقة
اشتراك
تواصل
جميع الحقوق محفوظة @ وزارة الإعلام الفلسطينية 2014
متابعة وتطوير وحدة تكنولوجيا المعلومات