2015-05-11
1878
بقلم – أميمه العبادلة:
على مر العصور، برع اليهود في تدوير طاولة النقاش لصالحهم بكافة الطرق المشروعة وغير المشروعة، ومن بينها "الهولوكوست" أو المحرقة التي يحملون العالم كله وزر حدوثها لهم من قبل النازيين في ألمانيا إبان الحرب العالمية الثانية.
ورغم أن "الهولوكوست" في حينه لم ينتشر كمصطلح، إلا أن إلحاحهم في الطرح المؤثر للمحرقة مع فبركات وحبكات للقصة أثرته وأثرت في المجتمعات الغربية والعربية أيضا، سمعت من إحدى الصديقات أنها شاهدت فيلما عن واقعة "الهولوكوست" بحق اليهود وأنه كان مؤثرا لدرجة أنها بكت وتعاطفت مع شخوص الفيلم.
حالة الصديقة ليست مستهجنة فكل قصة ورواية حتى لو كانت خيالية إذا تمت العناية بها وحشد كل الطاقات لنجاحها فإنها بالضرورة ستنجح نجاحا باهرا، لكن المستهجن فعلا أننا لا نفعل شيئا كفلسطينيين بخصوص "الهولوكوست الفلسطيني" والذي يفوق نظيره "الإسرائيلي" بشاعة.
سينتفض أحدهم ليؤكد على أننا كمؤسسات حكومية وإعلاميين ننقل الصورة للعالم ولا نتوانى عن استغلال جميع المناسبات والمحافل لتبيان حجم الكارثة التي تحيط بنا، لكننا للأسف لا ننتبه أننا محكومون ببطء إداري شديد، وانتظار معاملات قانونية لا تنتهي، وجهد غير منظم ولا مدروس كنظيره "الإسرائيلي" والدليل الأكبر أنهم كاذبون يصدقهم العالم، ونحن صادقون يكذبنا العالم.
شعب المساعدات
أتحفنا قبل يومين وكيل وزارة العمل الفلسطينية أن نسبة البطالة في فلسطين تعتبر من أعلى النسب في العالم، وأن 85% من أهل قطاع غزة يعيشون تحت بند المساعدات الاجتماعية من خلال مساعدات الدول المانحة التي تقدمها للشعب الفلسطيني بعد أن كان لهم مصدر دخل يعتاشون منه لإعالة أسرهم.
الغريب في الأمر أن حكومة التوافق تعي ذلك تماما لكنها لا تحرك ساكنا لتغير وضع القطاع للأفضل، رغم أننا نسمع طوال الوقت من هؤلاء المسئولين تباكيهم على غزة وحالها ودمارها وحصارها عبر وسائل الإعلام وأمام المانحين الذين يتعاطفون بدورهم مع واقعنا.
يحضرني تعليق رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة السفير محمد العمادي قبل أشهر حينما قال: "قطر دفعت أكثر من 100 مليون دولار لكهرباء غزة خلال 3 سنوات عن طريق مصر والسلطة، وما حلينا شيء وكلها راحت هباءً منثورًا".
فهل حقيقي أنها راحت هباء منثورا أم أننا لا ندرك مصروفات الحكومة علينا، في النهاية المواطن الغزي التعيس لا يريد سوى أن يعيش بأمان في بيت لائق ويجد مصدر رزق يوفر له أمانا ماليا ووظيفيا وأن يحيى كريما بعد كل الأزمات التي عصفت به وتحملها وبقي في هذه الأرض دون غيرها، فهل هذا كثير عليه؟!
موظف
الموظف الذي يأتي يوميا إلى عمله خالي الجيب ومعتمدا على المواصلات المجانية التي توفرها الحكومة مؤقتا لضمان سير العمل يرنو إلى خدمات وتسهيلات أكثر من ذلك، فالأمر بالنسبة له ليس توفير أجرة المواصلات فقط، بل هو وعائلته يحتاجون لتوفير مال لقضاء كثير من احتياجاتهم التي لا تفكر بها الحكومة.
فمثلا هو وعائلته يحتاجون لطعام متوازن لا يشبه "الكابونة" التي تمنحها وزارته له بين الفينة والأخرى والتي تقتصر على السكر والشاي والعدس وزيت الطهي، إنه يحتاج للخبز، وأصناف أخرى من الطعام، ويحتاج للملابس لأنه كائن راقي لا من العصور الوسطى تكفيه قطعة من وبر أو صوف، ويمرض ويحتاج للدواء.
هو كذلك يحتاج لبدل سكن فمعظم الغزيين يسكنون بالإيجار وأصحاب البيوت لا يرحمون ولا يهتمون أصلا إن انعدمت الرواتب أو انتظمت، يهمهم فقط تلقي دفعة الإيجار كل شهر ولو دفعك هذا أن تراكم الديون وتتحول لنصاب رغما عنك.
مؤلم أن تشعرنا الحكومة أنها تعيننا فيما يخص سير مصالحها ولا تعيننا فيما يخص سير مصالحنا، على الحكومة أن تعيد النظر مليا في أن تجعل موظفيها يحيون بكرامة أكثر دون إهانة أو كسر خاطر.
اقرأ أيضا
درسات وتقارير
الأكثر قراءة
الأقسام
روابط الموقع
مواقع صديقة
اشتراك
تواصل
جميع الحقوق محفوظة @ وزارة الإعلام الفلسطينية 2014
متابعة وتطوير وحدة تكنولوجيا المعلومات