2015-01-29
8418
الرأي- اسلام بهار:
"اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ" صدق الله العظيم ... وفق هذه المنهجية يتعامل بنو اسرائيل عندما يصل الجشع مبلغه لرغبتهم في امتلاك الاشياء ..هو التاريخ نفسة الذي يتكرر وهو المبدأ الذي تعامل به بنو اسرائيل في طرد الفلسطيني من أرضه منذ عام 1948يسعى الاحتلال الى طمس الوجود الفلسطيني بتغير التاريخ وسرقة التراث والتهجير القسري لكل ما هو فلسطيني ولكن لم يدرك الكيان منذ ذلك الوقت ان الفلسطيني متجذر في الارض متشبث في هويته ووطنه وان اجبر على تركها.
من داخل الجرح
فهل الفلسطيني كالسمك تفارقه الحياة إذا غادر موطنه الماء؟ أم أن السمك الفلسطيني برمائي حصرا؟ كل شعوب الأرض تتوارث الفنون و العلوم و تتقاسم البر والبحر، أما الفلسطيني فهو وحده يتوارث اللجوء والجوع وحكايات الأجداد، و يتقاسم عذابات الهوية و الانتماء، و الحفاظ على مفتاح بيته وحقه في الرجوع.
هذا، على الأقل، ما يؤكده الشاب الفلسطيني محمد عرفات 22سنة من مدينة غزة و"رمزي" بطل روايته التي كتبت باللغة الإنجليزية "مازلت أعيش هناك Still Living There" من داخل الجرح الفلسطيني المشرع على أبواب الشمس والعذاب منذ ما يزيد على ستة عقود، هي عمري و عمر محمد عرفات نفسه، و عمر الذين عاشوا النكبة أو تداعياتها.
رمزي بطل الرواية
الرواية تتكون من "5" فصول تحدث الكاتب في كل فصل عن حقبة من الزمان ومجموعة قضايا فتحدث عن الهجرة وجمال الطبيعة الفلسطينية الخلابة ومعاناة الأسرى الفلسطينيين، اضافة لقضية القدس والعودة إلى الديار.
بطل الرواية "رمزي" شاب فلسطيني في العشرينيات من العمر، يحمل اسم صديقه الذي فقده في إحدى الحروب، أحب وطنه وحلم بتحرير كل فلسطين والعودة إلى مدينته التي هجر منها هو وعائلته والفلسطينيين فهو يحمل حكاية شعب.
يعيش رمزي مأساة الهجرة الفلسطينية التي حدثت في عام 1948م، مروراً بأحداث 1967، ويتطرق الكاتب إلى تكرار الهجرة واللجوء التي حدثت في حرب العصف المأكول بقصة حقيقة وبطلها الكاتب نفسه الذي يقطن في حي الشجاعية وأجبر في الحرب على غزة باللجوء وترك بيته ليذوق طعم المرارة التي تجرعها في دهاليز النزوح والهجرة، ويؤكد على أن التاريخ يعيد نفسه وأن سياسة المحتل لم تتغير.
رحلة العودة
و رغم اتساع الجرح الفلسطيني بين الطعنة و الآه، و بين أنين الغريب الموجوع بجراحات الوطن و دموع الأمهات و الأخوات، بقيت عذابات الفلسطينيين الذين قبضوا على الجمر في قراهم و محاجرهم، وهم يستلون من الصخر ما يطعمهم من جوع و يكسيهم من عري، ماثلة أبدا و لا تفارقهم.
الكاتب في الرواية زرع جزءً من الألم في زيارة البطل للقدس والصلاة في المسجد الأقصى والتغني بجمال القدس وأهلها، ووصف الطبيعة الخلابة فيها اضافة لمعاناة المقدسيين والتضييق عليهم من قبل المحتل.
في نهاية الرواية يرسم الكاتب رحلة العودة إلى “يافا” الحلم المنتظر لكُل فلسطيني، ويصور كذلك وصول البطل إلى منزله القديم الذي سكنه الإسرائيليون والذي تمنى العيش فيه، ليجد طفلاً اسرائيليًا يخبره رمزي بقصة الهجرة والتشرد فيبكي الطفل من الحقيقة التي علم بها فتظهر والدته وتبكي أيضاً ولكن على عكس المتوقع من أن تكون نهاية سعيدة، فيقتل رمزي على يد والد الطفل في اليوم التالي.
فكرة الرواية
يقول محمد عرفات كاتب الرواية " جاءت فكرة الرواية من مسلسل التغريبة الفلسطينية، وقررت ان أوصل الفكرة للعالم الغربي باللغة الانجليزية عن الهجرة ومعاناة الشعب الفلسطيني والألم الذي تجرعه، وبالفعل تم ذلك "
ويضيف" بعد أن انتهيت من كتابة الرواية عرضتها على عدة جهات وللأسف لم أجد من يدعمني لنشرها، إلى أن تعرفت على صديق من كندا واستعد لمساعدتي بشرط الحصول على نسبة من المبيعات فوافقت على ذلك، ونشرت في بريطانيا وأمريكا"
وأوضح بأن العديد من الأصدقاء والقراء الأجانب تواصلوا معه وأخبروه بأنه استطاع تغيير الصورة النمطية عن الشعب الفلسطيني في عقولهم وكشف جزءً من حقيقة ظلم الاحتلال الاسرائيلي للفلسطينيين.
نقل معاناة الوطن
وأكد عرفات على أنه يقع على كاهل كل فلسطيني نقل معاناة الوطن والشعب كلُ بطريقته لكشف زيف المحتل الذي يحاول دائماً اثبات بأن الجلاد هو الضحية والضحية هي الجلاد.
لقد تمكن محمد عرفات، بكل اقتدار أن يقدم للعالم الغربي لوحة ناضجة مكتملة المعالم والحدود بألوان العلم الفلسطيني، بألوان طيف شمس يافا ، جسدها على كروم التين الزيتون بغزة، وروحها في القدس وفي الحواري والطرقات.
مقال
مررتُ على المروءة وهي تبكي
د. مها العتوم
كاتبة وأكاديمية أردنية
أن تكتب يعني أن تنزع كل مرة جلدة الروح الميتة التي تتراكم يومياً بفعل ظروف الحياة المختلفة، و أن تعرِّض اللحم الحي للهواء وللأكسجين، أن تتألم فيما أنت تتنفس، وأن ترتفع عن الأرض فيما أنت تصطدم بطبقات الجو التي ترتفع فيها، وتحتمل ما تلاقيه في الصعود من لذة وألم. الكتابة مهمّة صعبة وقاسية لأنها تستنزف صاحبها حين يكون جاداً وصادقاً، لكن الذي يذهب إليها طائعاً يعرف أيّ متعة وجودية يلاقيها وهو يحفر بأظافره تربة اللغة الواسعة والعميقة، ويعرف أنّ هذه المغامرة التي لا تتعدى أن تكون حروفاً على الورق قد تقوده في رحلة أليس في بلاد العجائب، وقد يعود منها وقد اكتشف العالم الجديد الذي لا يخصُ أحداً سواه، وقد لا يعود أيضاً.
لكنّ هذا نوع خاص من الكتابة والتعبير يمتاز بالقدرة على التأثير على الناس، وعلى التغيير أيضاً: تغيير الأفراد والمجتمعات، نقر الأرض القاحلة ب إبرة وتحويلها إلى جنة في الأرض ولو في خيال قارئ واحد، هذا النوع يختلف عن الكتابة السائدة والرائجة التي تتحول بالعادة والاستسهال إلى فعل روتيني في أفضل الأحوال، تؤدي واجبها دون أن تقدِّم أو تؤخر، بل لعلها لا تؤدي واجبها وتؤخر وتزيد الفجوة اتساعاً بين الكاتب والقارئ. إنها ما يملأ فضاءنا الثقافي اليوم بوسائل الاتصال الثقافية المختلفة. ما يملأ صفحات الفيسبوك وتويتر والصحف الإلكترونية والورقية والملاحق الثقافية وغيرها، فيصيبنا بالضجر والغثيان، كما يصيبنا بالإحباط واليأس من حالات الاستعراض السخيفة التي تحوِّل الكاتب إلى ما يشبه مهرجاً في سيرك، بدلاً من قيامه بدوره الحقيقي القيادي.
وأنا لا أتحدث هنا عن الكتابة الإبداعية بوجه خاص، و إنما عن الكتابة الجادة عموماً حتى لو كانت تعليقاً على خبر في صحيفة إلكترونية.
إننا نحتاج في هذا الزمان إلى قدرٍ من المروءة حين نكتب، لأنّ الكتابة أخلاق بمقدار ما هي معيار وموهبة وخبرة ومعرفة، حين يسمو الكاتب بنفسه وبحَرفِه على الترهات، ويجعل من قلمه سيفاً يذود عن الحق والخير والجمال، لا خنجراً لطعن نفسه، وتشويه صورته وصورة الكتابة أمام الأجيال القادمة وأمام التاريخ، فالكتابة مسؤولية الكاتب أمام ضميره عما ستؤول إليه كلمته، ودورها الحقيقي، مهما كان ضئيلاً، في صياغة الفرق بين الحابل والنابل الذي يختلط علينا اليوم ويصيبنا بالضياع ويؤدي إلى التهلكة.
و أخيراً فلعلّ بعض هذا الكلام يبدو درساً نظرياً من أستاذة جامعية، فيما هو صرخة احتجاج من قارئة تضل يومياً بين الصفحات والسطور بحثاً عن قطرة تبلّ الريق، وتجعل الحياة محتملة على هذا الكوكب.
ابداعات قصيرة
بقلم- بسام الأشرم من فلسطين
خريفٌ أخضر
مُتَرَبِّعاً على فِراشِه يرسمُ أهدافَه على ورقة ..
بيتاً و شُرفةً و حديقةً و كثيراً مِن الياسمين ..
زوجةً جميلةً و أبناءً ثلاثةً أو اثنين يكفي ..
أُنافِسُ لِأكونَ مُختاراً فرئيساً لِبلديتي فنائِباً فوزيراً ..
ينتفِضُ مُشيحاً بِعُكّازِه صارِخاً بِأحفادِه الذين تَخَطَّفوا ورَقَته
مُتضاحِكين مُتوقِّفين عن العَبَثِ بِشَعرِ أُذنيْه و حاجِبَيْه الكثيفَيْن ..
_ أحلامي يا أولاد .. رُدّوا إليَّ أحلامي .
نزيف
إسعافٌ يُدَوّي مُسرِعاً ..
مَركَباتٌ تُحاذي الرصيفَ تُفسِحُ و استِغاثاتٌ لا تَتَوَقَّفُ أن أسرِعوا ..
مُسعِفون يقفِزون نَجدَةً .. يخترِقون جماهيرَ حَبَسَت الأنفاسَ مُحَدِّقة ..
يتَوَقَفون .. يَحبِسونَ الأنفاسَ عاجِزين أمام وَطَنٍ يحتَضِر .
ليلة باردة إلى حَدِّ التَجَمُّد
الليلة ليلة باردة إلى حَدِّ التَجَمُّد ..
وأنا مُتَحَصِّن داخل كومة أصواف و أرواب
أطُلُّ بعيناي على شاشة جهازي
أحتسي قهوتي الساخنة و بجانبي مدفأة ..
تَذَكَّرتُ شباباً و صبايا عرايا
مُعَلَّقون بأسقُف أقبية أشَدُّ برداً من حيث أنا الان يتأوهون بَرداً و عذابا
فَخَجِلتُ من نفسي، وتركت قهوتي والمدفأة، وخلَعتُ أروابي.
اقرأ أيضا
درسات وتقارير
الأكثر قراءة
الأقسام
روابط الموقع
مواقع صديقة
اشتراك
تواصل
جميع الحقوق محفوظة @ وزارة الإعلام الفلسطينية 2014
متابعة وتطوير وحدة تكنولوجيا المعلومات